هافانا، 28 مارس/آذار (راديو هافانا كوبا) : اختتم اليوم الأربعاء البابا بنيديكت السادس عشر زيارته الرسمية والرعوية للجزيرة الكاريبية وكان على توديعه على طوال الطريق حتى مطار هافانا الدولي خوسيه مارتيه، الآلاف المواطنين من العاصمة الكوبية هافانا تمثيلا لجميع الشعب.
وكان التوديع الرسمي للحبر الأعظم قد جرى في مطار هافانا الدولي من قبل رئيس مجلسي الدولة والوزراء جنرال الجيش الكوبي راؤول كاسترو، الذي قال في كلمة ألقاها إن الزيارة جرت في جو من التفاهم المتبادل وان البابا كان قادرا على التحقق من العملية الاجتماعية العادلة التي تجري في الجزيرة الكاريبية.
وأشار الرئيس الكوبي أن الخدمة من اجل الخير للجميع كان المبدىء الذي تعلمه الشعب الكوبي من الأب فيليكس فاريلا وفيما بعد من قبل خوسيه مارتيه البطل الوطني الكوبي، الذي علم هذا الشعب إن نكون مثقفين هو السبيل الوحيد لنكون أحررا.
وفي الكلمة التي ألقاها البابا بنيديكت السادس عشر، انتقد الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على الشعب الكوبي منذ نصف قرن من الزمن من قبل حكومات أمريكية متتالية والذي يؤثر على حياة السكان، وأعرب عن تشكره بالضيافة المقدمة له وللوفد من الفاتيكان.
هذا وعقد رئيس دولة الفاتيكان قبل اختتام الزيارة للقاء مع القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو في مقر سفارة الفاتيكان في هافانا، حيث تناول الجانبين مواضيع متعلقة بمختلف المشاكل الإنسانية والبيئة والثقافة وأخرى.
وشارك رئيس مجلسي الدولة والوزراء، جنرال الجيش الكوبي راؤول كاسترو صباح اليوم في العاصمة الكوبية هافانا، في قداس مقدم من قبل البابا بنيديكت السادس عشر وهو النشاط الأخير وقبل اللقاء الذي عقده مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ضمن برنامج الزيارة الرسمية والرعوية للرئيس الفاتيكان إلى الجزيرة الكاريبية.
وتدفق الآلاف الكوبيين دينيين وغير دينيين إلى ساحة الثورة خوسيه مارتيه، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم للمشاركة في القداس وإكرام الحبر الأعظم بالحب والاحترام والاستماع إلى القداس الثاني بعد الذي جرى في محافظة سانتياغو دي كوبا يوم الاثنين الماضي.
وبارك البابا بنيديكت السادس عشر بجميع المشاركين ثم أعرب عن سعادته لوجوده في كوبا واعترف بالخطوات التي نفذتها الجزيرةة الكاريبية لممارسة الأيمان.
ودعا البابا بنيديكت السادس عشر لزرع المصالحة والأخوة في البحث عن الحقيقة وذكر شرعية الأيمان المسيحي في تطوير وبناء متناغم للمجتمع.
ووصل بابا الفاتيكان إلى هافانا آتيا من محافظة سانتياغو دي كوبا الشرقية في يومه الثالث لهذه الزيارة لكوبا.
وقد قدم البابا قداس في ساحة انطونيو ماسيو في مدينة سانتياغو دي كوبا شارك فيها راؤول كاسترو وكبار المسئولين من الحكومة والحزب الشيوعي الكوبي وأكثر من 200 ألف شخص.
واستقبل الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، في العاصمة الكوبية هافانا، البابا بنيديكت السادس عشر، كجزء من مفكرة الزيارة الرسمية والرعوية.
وتبادل الجانبين في اللقاء الخاص لأكثر من ساعة والذي جرى في قصر الثورة في هافانا، الآراء حول العلاقات بين كوبا والفاتيكان والتي لم تنقطع منذ تأسيسها.
كما تناول الجانبين مواضيع متعلقة بمفكرة الحكومة الكوبية والفاتيكان، وتبادلوا الهدايا وسلموا على الصحفيين الذين قاموا في تغطية زيارة رئيس دولة الفاتيكان.
كما تناولوا الجانبين مواضيع متعلقة ببرنامج زيارة البابا بنيديكت السادس عشر الرعوية والرسمية وهي الثانية من قبل بابا الفاتيكان إلى الجزيرة الكاريبية بعد إن قام سلفه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1998 بزيارة إلى كوبا.
وقال مدير كتب الصحافة في الفاتيكان فدريكو لومباردي، للصحفيين الذي قاموا في تغطية زيارة الحبر الأعظم للجزيرة الكاريبية، أن اللقاء جرى في جو ايجابي جدا.
وأشاد المتحدث باسم الفاتيكان، بعد إن أعرب عن ارتياحه للزيارة حرم فيرجين دي لا كاريداد ديل كوبري في محافظة سانتياغو دي كوبا، بالترحيب والضيافة المقدمة من قبل الشعب للبابا بنيديكت السادس عشر.
وجرى في آن واحد وفي إحدى قاعات قصر الثورة للقاء بين النائب الأول للرئيس الكوبي خوسيه رامون ماتشادو فينتورا، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال نارسيسو بيرتوني الذي يرافق البابا بنيديكت السادس عشر في زيارته للجزيرة الكاريبية.
وتبادل الجانبين في هذا اللقاء الآراء حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، كما برزوا العلاقات الجيدة بين كوبا والكنيسة الكاثوليكية.