بقلم : عروة محمود
هافانا، 19 سبتمبر/أيلول: يعتبر السيجار الكوبي من أشهر أنواع الدخان في العالم ويوصف بأنه رفيق الأثرياء والسياسيين والمثقفين والمشاهير.
والسيجار الكوبي هو مزيج يجمع بين شمس أمريكا الجنوبية وتربة الجزيرة وخبرة سكانها في هذه الصناعة التي يعود تاريخا الى ما قبل اكتشاف أمريكا من قبل كريستوفر كولومبوس. فحين وصل كولومبوس الى العالم الجديد شاهد السكان الاصليون للجزر يدخنون سيجار بني اللون كانو يطلقون عليه اسم \”كوهيبا\” وهو ما أصبح لاحقا أسما لاحد أعرق أنواع السيجار في العالم والسيجار المفضل لدى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. غير ان ذلك لا يقلل من أهمية انواع اخرى من أجود الاسماء في عالم السيجار \”روميو و جولييت\” و \”بوليفار\” و \”مونتي كريستو\” الخ…
ان السيجار الكوبي معروف لدى الناس بالتمييز الذي يعطيه لمدخنه.و خلافا للسجائر العادية فان انواع السيجار الكوبي التي تصل الى 42 نواعا من مختلف الاشكال والاحجام والنكهات والمصنعة يدويا تضفي مزاجا راقيا للمدخن وتمتع حواس النظر والشم والمذاق\”
ان صناعة السيجارفي كوبا تتضمن 12 مرحلة تبدأ في الصباح الباكر حين تصطف مجموعات من المزارعين لقطع أوراق التبغ من الشجر بدء من الاسفل وصعودا الى اعلى الشجرة. بعدها تأتي مجموعة أخرى من العاملين لالتقاط أوراق التبغ وتجميعها وفقا لالوانها فيما تعمل مجموعة ثالثة على خياطة أوراق التبغ الاصغر حجما بأحجام تكفي لصناعة سيجار واحد. وهذه هي مرحلة الشمس والتربة والتي تليها مرحلة الخبرة والموهبة حيث تقوم النساء بمهمة لف السيجار.
ويثابر الكوبيون على عادة قديمة الا وهي توظيف رجل تكون مهمته قراءة الصحف والمؤلفات الادبية بصوت عال اثناء عملية اللف لتسلية وتثقيف العاملات.
وبالنسبةالى تأثير العقوبات المفروضة على كوبا من قبل الولايات المتحددة على \”قيمة\” السيجار الكوبي يقول العضو المنتدب لمصنع \”بارتاغاس\” انطونيو بيغورا وهو احدى اعرق مصانع السيجار الكوبي منذ عام 1845 ان العقوبات الاقتصادية \”القاسية\” التي تفرضها الولايات المتحدة الامريكية على كوبا \”ساهمت في الابقاء على قيمة السيجار الكوبي المميزة\”. وقال بيغورا في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان كوبا كانت ستضطر الى بيع كميات كبيرة من السيجار لو كانت البلاد منفتحة بشكل أكبر على العالم الخارجي مضيف ان ذلك كان سيؤثر سلبا على نوعية السيجار وجودته.
muy interesante