أخبار »

هافانا مزيج من التاريخ والثورة والموسقى الدائمة …

بقلم : عروة محمود

هافانا، 24 سبتمبر/أيلول : ثمة أماكن في هذا العالم لا يمكن المرء ألا يزورها. أماكن نشعر بأنها تدعونا لنتعرف إلى ثقافها وطبيعتها وفنها وموسيقاها، إنها أماكن خارجة عن الزمن الذي نعيش فيه ويحاصرنا.

الروح فيها مختلفة، والحياة فيها لها معنى مغاير. ربما من أكثر الأماكن التي تحاكينا وتجذبنا هي كوبا. كوبا الرقص، كوبا التاريخ، كوبا الموسيقى..

الاحتفال يقوم من دون مناسبة. والموسيقى أصبحت جزء من ثقافة هذا  البلد وليس بمشهد غريب ان ترى اناس يرقصون في الشارع وآخرين يستمعون إلى الموسيقى.

هافانا مدينة آمنة جداً، رغم كل الشائعات التي تحاول أن تظُهر كوبا بلداً خطراً، والتي يروّج لها الإعلام الأميركي والعالمي. كوبا هي بالتأكيد الدولة الأكثر أماناً في أميركا اللاتينية.

هذة المدينة هي من العواصم والمدن الأخاذة والساحرة التي تشد الكثير من الناس والسياح لعراقتها وطرازها المعماري الرائع والكلاسيكي القديم والمتعدد، والأكثر من هذا عزلتها الفريدة عن العالم منذ الخمسينيات من القرن الماضي.

ولا تزال صور سيارات «الشفروليه» والـ«الكاديلاك» والـ«بونتياك» الاميركية الفارهة والرائعة في شوارع كوبا والمدينة في الدعايات التلفزيونية وافلام هوليوود، تلعب بمخيلة الحالمين بعالم جديد اقل استهلاكية واكثر انسانية بغض النظر عن الصراع بين الافكار الاشتراكية او الرأسمالية.

ويعيش في المدينة الساحلية، والاكبر والأهم في دول الكاريبي، اكثر من 2.3 مليون انسان.

وقد اسسها الاسباني دييغو فيلازكيز دي كويلار سنة 1515. ويصنف قسمها او حيها القديم «تراثا انسانيا» من قبل منظمة اليونيسكو منذ عام 1982. وهي من اشهر العواصم في العالم التي تصنع السيجار الفاخر.

وعندما نتحدث عن كوبا لابد لنا من ذكر ثورتها التي تعتبر مثال لكل شعب يقاتل من اجل استقلاله,

قبل خمسين عاما وفي الاول من كانون الثاني عام 1959 دخل الجيش الثوري الملقب( بالباربودوس) بقيادة فيدل كاسترو وتشي غيفارا وكاميلوا سيانفيغوس، ظافراً إلى العاصمة هافانا، مسجلاً على ذاك النحو نصراً مبيناً للثورة الكوبية، كانت سيرورة ثورة دائمة قد بدأت على غرار ثورة اكتوبر عام 1917 قبلها، لتهز العالم وتضطلع بدور حاسم في بلدان أميركا اللاتينية برمتها، وتمارس تأثيراً كبيراً ببلدان افريقيا أو في تمرد الشبيبة بأوروبا خلال ايار 1968 بعد خمسين عاما من ذلك ما زالت الثورة الكوبية- ومكاسبها الاجتماعية الرئيسية- قائمة، على مرمى حجر من أكبر دولة امبريالية، وليس هذا أقل انتصاراتها ومزاياها.

إن الثورة الكوبية هي حالياً- ويجب أن تكون- مرادف لمقاومة الامبريالية ومواصلة مسعى الدفاع عن المكاسب الثقافية والحقوق الاجتماعية للانتقال نحو بناء الاشتراكية، مع اندماج التحرر الوطني بالمنظور المناهض للرأسمالية على نحو لا تفصم عراه إن حيوية الثورة الكوبية مرتبطة بالمستقبل، وليس بتعابير عن حنين وحسرات خائنة تجاه (تلك الأيام الجميلة الخالية التي مضت ولن تعود أبداً). ‏

إن مثال الثورة الكوبية، مرآة آكثر الآمال طموحاً، وأشد الرغبات تمرداً وأعظم الانتفاضات جرأة، وهو مثال الإبداع الدائم لمشروعات التغييرات الجذرية، ما من شيء ابعد من ذلك كما هي البيروقراطية والفساد والاغتناء والتفاوتات الطبقية والسوق، كما أكد ذلك فيدل في خطابه المشهور في جامعة هافانا يوم 17 تشرين الثاني عام 2005. ‏

شرف الثورة الكوبية، وشرف شعبها وقيادتها السياسية التاريخية، جرى كسبه عن حق في غمار مواجهة أقوى إمبراطورية في العالم،. كوبا دولة صغيرة ولكن كيف لدولة يبلغ عدد سكانها أقل من 12 مليون نسمة فقط، أن تساعد أكثر من 50 دولة نامية على تطوير خدماتها الصحية، وترسل لهم آلاف الأطباء والمعلمين مجانا.هكذا

لاقت كوبا احترام وإعجاب العالم المناضل ضد سياسة الهيمنة والتسلط.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*