أخبار »

تواصل حالة فوضى السلاح والفلتان الأمني في ليبيا

طرابلس- مع استمرار حالة فوضى السلاح والمسلحين والفلتان الأمني في ليبيا التي خلفها التدخل العسكري لحلف الناتو فيها احتدمت الاشتباكات والمعارك في مدينة مزدة الليبية بين قبيلتي القنطرار والمشاشية في وقت تجددت فيه الاشتباكات والصراعات القبلية بمدينة الكفرة الليبية.

وأوضحت مصادر ليبية اليوم أن الاشتباكات أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى المدينة إلا أنه لم يتسن معرفة أعدادهم بسبب استمرار العنف والاشتباكات.

وقال المصدر إن مستشفى مزدة ناشد وزارة الصحة تأمين الأدوية ومستلزمات العمليات الجراحية والطبية جراء تزايد أعداد الجرحى.

وتشهد مدينة مزدة نزوحا تاما لجميع سكانها الذين غادروها هربا من الاشتباكات التي يستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

كما أسفرت اشتباكات اندلعت أمس بقاعة المؤتمر الوطني الليبي بين قوات الأمن ومعتصمين عن سقوط عدة إصابات.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن أفرادا من قوة مشتركة مكلفة إخلاء مقر المؤتمر الوطني العام فوجئوا أثناء محاولتهم إخراج الجرحى بإطلاق النار عليهم ما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم ورابع حالته حرجة نقلوا على أثرها إلى المستشفى.

ويعتصم مجموعة من الجرحى من مختلف أنحاء البلاد منذ الخامس من الشهر الماضي داخل القاعة الرئيسية للمؤتمر الوطني العام مطالبين بتلبية احتياجاتهم الصحية وتعويضهم عن أطرافهم المبتورة فيما فشلت جميع المساعي لإخراج الجرحى من داخل قاعة المؤتمر الأمر الذي اضطر المؤتمر الوطني إلى اتخاذ قرار بإخراج المعتصمين ولو بالقوة.

إلا أن هؤلاء الشباب قاموا بتحطيم محتويات القاعة وإلقائها على الأفراد المكلفين إخلائها وتم تبادل إطلاق العيارات النارية وبشكل عشوائي بأسلحة مختلفة أصيب على أثرها أربعة أفراد أحدهم بحالة حرجة.

وفي سياق متصل نظم عدد من أهالي الجرحى ومبتوري الأطراف المعتصمين داخل قاعة المؤتمر الوطني العام وعدد من الجرحى مساء أمس وقفة احتجاجية أمام فندق تيبستي في مدينة بنغازي تنديدا بالاعتداء الذي تعرض له أبناؤهم داخل قاعة المؤتمر.

كما تجددت الاشتباكات في منطقة الكفرة بين عناصر من قبيلة الزوية وقبيلة التبو لبسط الهيمنة على هذه المنطقة الحدودية للسيطرة على طرق تهريب البضائع والسلاح والمخدرات.

بدوره أكد علي زيدان رئيس الحكومة الليبية في مؤتمر صحفي عقده أمس أن المسلحين المتمترسين وراء المنشآت الحيوية لتحقيق مكاسب مالية أو للاستفزاز والاعتداء والنهب يشكلون خطرا أمنيا يتهدد ليبيا.

من جهة أخرى حملت رئاسة الأركان الليبية في بيان وزعته على وسائل الإعلام من يرفض الانصياع لسيادة الدولة المسؤولية الكاملة عن كل ما ينتج عن ذلك من إراقة للدماء وخسائر في الأرواح والأموال.

ودعا البيان جميع الأطراف المعنيين وخاصة في مدن الكفرة وزوارة ومزدة وكل المناطق الأخرى في البلاد إلى ضبط النفس وتحمل المسؤولية ومراعاة المصلحة الوطنية العليا لليبيا.

وأشار البيان إلى أن رئاسة أركان الجيش الليبي تراقب كل ما يجري من توترات في عدة مناطق في غرب ليبيا وجنوبها وتعتبر هذه الاشتباكات “اعتداء على الدولة ومحاولة لزعزعة الاستقرار وإضعاف الأمن وبث الرعب في نفوس المواطنين”.

ويتصاعد نفوذ الميليشيات والجماعات المسلحة التي لا تكترث بأي شرعية في الدولة ولعل أبرز مظاهر ذلك سيطرة ميليشيات أمس على مجمع بترولي هام شمال غرب البلاد ما تسبب بوقف تدفق الغاز إلى إيطاليا.

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*