أخبار »

الشرطة التركية تقتحم ميدان تقسيم بالمدرعات.. إصابات في صفوف المتظاهرين واعتقال عشرات المحامين واختفاء صحفيين

اسطنبول:أطلقت الشرطة التركية وابلا من عبوات الغاز المسيل للدموع تجاه حشد من آلاف المتظاهرين بميدان تقسيم في اسطنبول دون سابق انذار الليلة الماضية وذلك في استمرار لقمعها للمحتجين السلميين المطالبين باستقالة حكومة رجب طيب اردوغان.

وذكرت (رويترز) أن سحب دخان خانقة من الغاز المسيل للدموع أجبرت المتظاهرين على التفرق في الشوارع الجانبية لساحة تقسيم فيما رفع موظفون في فنادق محيطة بالميدان الابواب بما يكفي للسماح للناس بالزحف الى الداخل للاحتماء في الوقت الذي جابت فيه مركبات مدافع المياه الميدان مستهدفة المحتجين الذين ردوا برمي الحجارة عليها.

وكان من بين الحشد اشخاص في ملابس رسمية تجمعوا بعد العمل وعائلات معها اطفال بالاضافة الى شبان كانوا يرتدون اقنعة وخاضوا مناوشات مع الشرطة طوال الأمس.

ورددت مجموعات من المتظاهرين هتافات تسخر من شرطة أردوغان في الازقة الضيقة الموءدية لمضيق البوسفور في ساعة متأخرة من الليلة الماضية فواجهتهم الشرطة باطلاق المزيد من الغاز المسيل للدموع وزخات من مدافع المياه.

وقال عضو في منبر (تضامن تقسيم) ردا على إعلان اردوغان رغبته بلقاء زعماء الاحتجاج.. “ليس هناك مجال للحوار مع استمرار العنف”.

وقوبل القمع العنيف للاحتجاجات السلمية ضد سياسات اردوغان بادانة دولية.

وفي العاصمة انقرة جددت شرطة اردوغان قمعها للمحتجين مستخدمة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في محاولة منها لتفريق المحتجين المتجمعين في قلب العاصمة.

يذكر أن آلاف المتظاهرين عادوا أمس إلى ساحة تقسيم فى اسطنبول بعد انسحاب الشرطة التي اقتحمت في وقت سابق الساحة التي تعتبر معقل الحركة الاحتجاجية ضد سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية.

وكانت تركيا شهدت أمس لليوم الثاني عشر على التوالي احتجاجات عارمة ضد أردوغان الذي يستمر في تجاهل مطالب المتظاهرين ويصفهم بالغوغائيين والمخربين ويعتبر حراكهم السلمي مؤامرة.

20130612-002925.jpg

واعتدت الشرطة التركية أمس على المتظاهرين في ميدان تقسيم وسط اسطنبول بالغاز المسيل للدموع في محاولة لإخلائه وانتقلت الاشتباكات بين المحتجين والشرطة إلى الشوارع المحيطة بالميدان وردت مجموعة في منطقة تارلاباشي على الاعتداءات عبر إلقاء الالعاب النارية والزجاج الحارق تجاه الشرطة.

وقامت سيارات الأمن التركي برش المتظاهرين بسوائل خانقة ومسيلة للدموع بينما استمرت الاشتباكات العنيفة في محيط الميدان والشوارع الجانبية وانسحبت قوات الأمن جزئيا من الميدان وتوجهت إلى الشوارع المحيطة لملاحقة المحتجين.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية “أن قوات الأمن التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع والكرات البلاستيكية وخراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين يعتصمون في الساحة” مشيرة إلى أن الشرطة التركية اعتقلت 73 محاميا كانوا يحتجون على قمع قوات الامن التركية للمتظاهرين وان الاعتقال تم بعد صدامات استمرت لفترة وجيزة .

ووردت أنباء عن اختفاء بعض الصحفيين من ميدان تقسيم بينما وقعت إصابات كثيرة في صفوف المتظاهرين واعتقال عدد كبير منهم من رجال الأمن.

وفي انقرة جددت الشرطة التركية استخدام الغاز المسيل للدموع لقمع آلاف المتظاهرين المتجمعين للمطالبة باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية.

وذكرت (ا ف ب) أن قوات أمن رجب طيب اردوغان استخدمت أيضا خراطيم المياه في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط المدينة وكانوا يهتفون مطالبين الحكومة بالاستقالة.

20130612-003143.jpg

وكانت قوات الشرطة التركية مدعومة بالمدرعات اقتحمت صباح أمس ساحة تقسيم مركز الحركة الاحتجاجية ضد حكومة رجب طيب اردوغان التى تهز تركيا منذ 12 يوما واطلقت بكثافة الغازات المسيلة للدموع والقنابل الغازية وخراطيم المياه لقمع المحتجين، في وقت توعدت فيه حكومة أردوغان المحتجين بأنها لن تسمح لهم بمواصلة احتجاجاتهم.

كما واصل رئيس الحكومة التركية هجومه على المتظاهرين ورفض الاستجابة لطلباتهم وتذرع بأن كل ما يجري هو عبارة عن احتجاج بيئي استغله البعض سياسيا متجاهلا المطالب السياسية الواضحة التي أطلقها المتظاهرون في أنقرة واسطنبول وأزمير وبقية المناطق التركية متمثلة باستقالة الحكومة وتعزيز الحريات الإعلامية واحترام خصوصية التجربة التركية وعدم فرض اجندة حزب العادلة والتنمية على المجتمع التركي واحترام توجهاته المدنية.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المئات من عناصر الشرطة التركية اقتحموا الساحة مستخدمين القنابل الغازية والمسيلة للدموع وأزالوا بعض الحواجز فى بعض الشوارع الرئيسة حول الساحة التي اقامها المحتجون وذلك بدعم من المدرعات المجهزة بخراطيم المياه. 20130611-141620.jpg

وهتف المحتجون ”كل مكان هو تقسيم وكل مكان فيه مقاومة” في حين فرض طوق أمني حول تمثال مصطفى كمال أتاتورك وسط الساحة التي ازيلت منها الخيم وعدد كبير من الأعلام التي وضعت فيها منذ عدة أيام.

بدورها قالت قناة (روسيا اليوم) إن إطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه من قبل الشرطة التركية أدى إلى إصابة موفدها ومصورها اللذين يعملان على تغطية أحداث ساحة تقسيم مشيرة إلى أن معدات التصوير الخاصة بها تهشمت جراء سقوط المصور على الأرض بعد إصابته بقنبلة غاز.

إلى ذلك ذكرت صحيفة حرييت التركية أن بلدية اسطنبول أوقفت جميع رحلات المترو في المدينة نتيجة تطور الاحداث في ساحة تقسيم وما حولها.

ومن جهة ثانية أشارت وسائل إلاعلام إلى أن الشرطة لم تتحرك باتجاه حديقة جيزي المحاذية للساحة حيث نصب مئات المحتجين خيما فيما يبدو محاولة منها وفق ما تحدث به عدد من المعتصمين إلى إظهارهم كأشخاص يرتكبون اعمال عنف وبالتالي اعتماد ذلك كحجة لاقتحام الحديقة.

20130611-141732.jpg

وفي محاولة من حكومة أردوغان لتبرير اقتحام شرطته لساحة تقسيم زعم حاكم اسطنبول حسين افني موتلو أن “المتظاهرين الذين كانوا يحتلونها منذ 12 يوما اضروا بصورة تركيا” مضيفا خلال مؤتمر صحفي “أن مشهد المتظاهرين اثار استياء السكان.. واضر بصورة البلاد بنظر العالم” ناسبا مسؤولية المواجهات التي تلت تدخل قوات الأمن إلى من وصفهم بـ الهامشيين.

واعتبر موتلو أن “العملية لا تهدف إلى طرد المتظاهرين من الحديقة وإنما تهدف إلى ازالة اللافتات والرسوم من الساحة” داعيا المتظاهرين إلى البقاء بمنأى عما يمكن ان يرتكبه من وصفهم بـ “عناصر يسعون إلى الاستفزاز”.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد أن توعدت حكومة أردوغان المحتجين أمس الأول بأنها لن تسمح لهم بمواصلة احتجاجاتهم في وقت أعلن فيه عن لقاء مقرر غدا بين أردوغان وممثلين عن حركة الاحتجاج وذلك بعد أن وصفهم قبل يومين في خطابات أمام مناصريه بأنهم مجموعة من الرعاع والحثالة واعدا بالصمود في وجه مطالباتهم له بالاستقالة.

20130611-141834.jpg

ويؤكد المراقبون أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات التركية ستزيد من تصاعد الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تشهدها تركيا ضد سياسات حكومة أردوغان القمعية والتسلطية في داخل تركيا وضد سياساته الخارجية التي تحولت من اعتماد استراتيجية صفر مشاكل إلى استراتيجية صفر أصدقاء حيث باتت تدخلاته واضحة في سورية عبر دعم المجموعات الإرهابية المسلحة وفتح الحدود أمامها واحتضانها وهو الأمر الذي بدأت تركيا تعاني انعكاساته الخطيرة والتي تجلت أخيرا في تفجيرات الريحانية وغيرها إضافة إلى تدخلاته الواضحة في العراق ودول أخرى في المنطقة.

ويرى المراقبون أن استمرار تحدي أردوغان للمتظاهرين سيثير المزيد من المشاكل إلى جانب المأزق الكبير الذي تعيشه تركيا حاليا والذي بات من الصعب جدا الخروج منه على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأصبحت مفاعيله وتردداته الداخلية واضحة سواء في الخسائر الكبيرة التي منيت بها أسواق المال التركية خلال الأيام الماضية أو عبر الادانات الدولية المتصاعدة لممارسات حكومة أردوغان القمعية بحق المتظاهرين السلميين.

أردوغان يصف المتظاهرين المعتصمين في ساحة تقسيم بالغوغائيين ويهدد بعدم التسامح معهم

أردوغان وصف المتظاهرين ضد سياسات حكومته القمعية بأنهم “غوغائيون ويقومون بأعمال تخريب ونهب وسلب وعنف” مؤكدا أن حكومته لن تبدي أي “تسامح بعد الآن حيال المتظاهرين” الذين يطالبون منذ 12 يوما باستقالته في كل أنحاء تركيا.

وقال أردوغان في كلمة له أمام البرلمان التركي متحدثا عن المتظاهرين: “كيف نقف ونتفرج على هؤلاء الغوغائيين الذين يريدون فقط أن يكتبوا الشعارات البذيئة والكلام غير الأخلاقي على الجدران والباصات ويضرون بالمصلحة العامة”.

وادعى أردوغان أن حكومته لا ترفض الرأي الآخر بل تقبله وقال: “منذ أسبوعين نحن نقوم بمراقبة هذه الأحداث عن كثب ونحلل هذه المظاهرات وننظر في آراء المجتمع ونقوم بالتحليل السليم لهذه المظاهرات ونقول باننا لا نقوم برفض الآخر والرأي الآخر بل نقبل به ونستمع إليه ونحلله”.

20130611-172053.jpgوبمقابل تبجحه باحترامه الطرف الآخر ورأيه عاد ليقول “إنني أعتبر كل احتجاج يستهدف أمن واستقرار البلاد ونحن لا نقف إلى جانبه ولن نعتبر أنه تظاهر سلمي”.

واعتبر أردوغان أن حكومته تعمل على “الدفاع عن المواطنين وتؤمن لهم الأمن والاستقرار في بيوتهم” مغالطا نفسه والواجب الحكومي الذي تحدث عنه حين عاد ليعترف أن “الأحداث نجم عنها أربعة قتلى” ما يطرح التساؤل حول ماهية الحماية التي يتحدث عنها أردوغان حيال مواطنيه.

ووصلت المبالغة بأردوغان إلى حد اتهم فيه أبناء شعبه بأنهم يجهلون جغرافية بلادهم في سبيل تفريغ الاحتجاجات ضده من معناها فاعتبر أن “95 بالمئة من الذين أتوا إلى ساحة تقسيم لا يعرفون مكان تقسيم قبل هذه الأحداث”.

واجتر أردوغان ادعاءاته بالدفاع عن حرية التعبير والثقة بالشباب التركي فراح يكرر تصريحاته المتعالية والمغرورة “نحن منذ عشر سنوات نقوم بالدفاع عن حقوق التعبير وسلمنا جميع هذه الحقوق للشباب.. فثقتنا بهم لم تتزعزع” متجاهلا آلاف الشباب المحتشدين في تقسيم احتجاجا على سياساته الاستبدادية والإقصائية.

20130611-172159.jpgورأى أردوغان “أن الأحداث والاحتجاجات التي بدأت في تقسيم تعرضت إلى تضخيم من قبل وسائل التواصل الاجتماعي لتنتشر في أنحاء تركيا وأن الفنانين والكتاب يقومون بسحب الشباب إلى الساحات وحثهم على الاحتجاجات والاستمرار بها” معتبرا “أن هؤلاء قاموا بالتحريض وكانوا آلة بيد الذين يقومون باستهداف وحدة البلاد واستقرار الاقتصاد” على أن مراقبين أكدوا أن الشباب التركي ما كان لينزل إلى الساحات ويحتج بهذه الأعداد ويتحمل قمع سلطات الأمن التركية لولا إيمانه بأحقية مطالبه وضجره من سياسات اردوغان والطريقة المغرورة التي تعامل بها حيال هؤلاء الشباب.

وقال أردوغان في كلمة نقلتها صحيفة جمهوريت “يقولون إن أسلوب رئيس الوزارء قاس ويوتر الوضع.. ماذا يريدون أن نفعل هل سنتوسل إليهم كي يزيلوني..الخرق البالية التي علقوها على المركز الثقافي.. كان ينبغي على الشرطة عدم السماح بتعليق صور لزعماء المنظمات غير الرسمية على واجهة مؤسسة حكومية..واذا كانوا يتحدثون عن القساوة فطيب أردوغان لن يتغير”.

البيت الأبيض يعرب عن قلقه من محاولات معاقبة أشخاص لممارستهم حرية التعبير في تركيا

إلى ذلك أعلن البيت الابيض أمس أنه “يشعر بقلق من محاولات معاقبة اشخاص لممارستهم حرية التعبير في تركيا” داعيا إلى اجراء حوار لحل الخلافات بين الحكومة التركية والمحتجين.

ونقلت رويترز عن المتحدثة باسم البيت الابيض كاتلين هايدن قولها في بيان “نواصل متابعة الاحداث في تركيا بقلق وما زال اهتمامنا دعم حرية التعبير والتجمع بما في ذلك حق الاحتجاج السلمي”.

وأضاف البيان “نعتقد ان افضل ما يضمن استقرار تركيا على المدى الطويل هو تعزيز الحريات الاساسية المتعلقة بحرية التعبير والتجمع وتكوين جماعات ووجود اعلام حر ومستقل.. تركيا صديق وحليف وثيق للولايات المتحدة ونتوقع ان تعزز السلطات التركية هذه الحريات الاساسية”.

سياسيون ومحللون أتراك: اقتحام ساحة تقسيم سيزيد إصرار المتظاهرين على الاستمرار بالمظاهرات حتى تحقيق مطالبهم

وأكد المحلل السياسي التركي بركات قار أن اقتحام الشرطة التركية لساحة تقسيم واعتداءها على المتظاهرين المعتصمين فيها سيصعد الأوضاع في تركيا ويزيد إصرارهم على الاستمرار في المظاهرات والاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم الديمقراطية رغم العنف المستخدم ضدهم.

وأوضح قار في حديث لقناة الميادين أن تحدي رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية للمتظاهرين سيفتح على الحكومة أبوابا جديدة إلى جانب المأزق الكبير الذي تعيشه حاليا ومن الصعب التخلص منه سواء كان اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا محذرا من أن السياسة الأمنية التي يتبعها أردوغان والرد على المظاهرات الديمقراطية بمظاهرات مضادة سيؤدي إلى شرخ كبير في المجتمع التركي.

وقال قار إن “أردوغان سبق وأن أشار إلى أن اقتحام ساحة تقسيم سيتم بين يوم وآخر” مبينا أن هذا الأمر لن يحل الأزمة بقدر ما سيعمقها أكثر وسيزيد من ردود فعل الأتراك في المدن الأخرى ضد هذه السياسة الأمنية.

20130611-172120.jpg

وأضاف قار إن ” اقتحام الشرطة التركية للساحة وقمعها للمتظاهرين جاء خلافا للأنباء حول أن أردوغان سيلتقي المتظاهرين ويستمع لمطالبهم ويتفاوض معهم ” مشيرا إلى أن مطالب المتظاهرين ستلقى حاليا بعد اقتحام ساحة تقسيم تأييدا أكثر مما كانت عليه في ظل إصرار حكومة أردوغان على اتباع الحل الأمني.

من جهته دعا إسلام اوزكان الكاتب والمحلل السياسي التركي أردوغان إلى التخلي عن لغته الاستفزازية والقاسية ضد المتظاهرين موضحا أن تعامل الحكومة التركية مع المتظاهرين بهذه الطريقة لن يجدي بل سيزيد المتظاهرين إصرارا على احتجاجاتهم ومظاهراتهم حتى تحقيق مطالبهم.

وأوضح اوزكان أن الشعب التركي يطالب الحكومة التركية بالتعامل مع الاحتجاجات بشكل سلمي وعدم اللجوء إلى العنف مبينا أن المتظاهرين أوصلوا رسائل عديدة بأنهم ضد أعمال العنف والتخريب ويريدون التعامل مع قضيتهم العادلة بشكل سلمي.

في سياق متصل قال الكاتب التركي سميح ايديز إن سياسة القمع والاضطهاد التي يمارسها رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان في تركيا تظهر نيته الخطيرة لتأجيج التوترات الاجتماعية في البلاد بدلا من تهدئة الأوضاع المتدهورة وطمأنة نحو 50 بالمئة من الناخبين الذين لم يصوتوا له والغاضبين من الممارسات الوحشية التي تقوم بها الشرطة التركية ضد المتظاهرين.

20130612-003006.jpg

وفي مقال له نشرته صحيفة حرييت ديلي نيوز التركية في عددها الصادر أمس أوضح ايديز أن إثارة وتأجيج الأوضاع تعتبر الرسالة الوحيدة التي وجهها أردوغان إلى حشود من المؤيدين له خلال كلمته التي ألقاها مؤخرا فقد تميز خطابه بالصراخ والتهديد تجاه أولئك الذين يراهم بمثابة “أعداء وجوديين” لرؤيته إزاء تركيا.

وتابع ايديز القول إن “أردوغان اتبع سياسة تأجيج الصراعات الاجتماعية أيضا بطريقة لا تؤهله لأن يكون رجل دولة”.

ورأى ايديز “أنه ينبغي ألا نعتقد أن خطاب أردوغان الغاضب والمدمر لاقى قبول جميع أعضاء حزب العدالة والتنمية فمثلا حاول نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج أن يلعب دورا جيدا لتهدئة الأوضاع في البلاد من خلال الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت ضد المتظاهرين والاعتذار لهم”.

وختم ايديز بالقول إن أردوغان لم يدرك بأن الاستمرار في سياسة قمع المتظاهرين الأتراك سيؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة استقرار تركيا.

بدوره قال الكاتب الصحفي التركي أحمد تاكان إن أردوغان تحرك حسب شخصيته الحقيقية حيث لم يتراجع أمام أحداث تقسيم بل على العكس خيب آمال المعتدلين ورفع من حدة تهديداته وأسلوبه القاسي مهددا المحتجين باستخدام لغة يفهمونها.

وتساءل تاكان في مقال نشرته صحيفة ينيتشاغ عن اتفاق الرئيس عبد الله غل وبولنت ارينج نائب رئيس الوزراء واستلام غل زمام المبادرة في الازمة واعتذار الحكومة من الشعب لافتا إلى أن المشكلة لم تحل عبر موقف ارينج المعتدل وأضاف…” إن أردوغان لم يوجه تهديداته الى معارضي حزب العدالة والتنمية فقط بل إنه هدد المترددين داخل الحزب أيضا”.

وشكك الكاتب بالادعاء بوجود صراع بين الحكومة ولوبي رفع الفائدة ووصفه بغير المقنع “لأن حكومة حزب العدالة والتنمية كانت قد لعبت اللعبة نفسها في عام 2002 لخداع الشعب التركي حيث اصطنعت صراعا مع اللوبي في ظل مواصلة تعاونها معه وكان أردوغان يخدع الشعب بكذبة محاسبة ايدن دوغان على القروض التي سحبها من مصرف وقف بنك”.

20130612-003720.jpg

بدوره أكد الكاتب الصحفي محمد علي جوللر “إن أردوغان الذي يواجه حركة تمرد شعبية منذ أسبوعين استخدم ورقة حزب العمال الكردستاني لتفريق المتظاهرين والتصدي للحركة الشعبية”.

وقال دولت باهتشلي رئيس حزب الحركة القومية إن شعور المواطنين بالاستياء والأرق يتزايد يوما بعد يوم محذرا من أن تركيا تنجر نحو استقطاب حاد ووضع متوتر ليس له نهاية.

وأكد باهتشلي في كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه نقلتها صحيفة جمهوريت إن فشل حكومة حزب العدالة والتنمية دفعها إلى خلق مخاوف افتراضية وخيالية إضافة إلى محاولة تغطية المشاكل الحقيقية عبر الصراعات المفرغة.

ورأى أن فقدان حكومة حزب العدالة والتنمية شعبيتها دفعها إلى خلق استقطاب جديد في المجتمع مبينا أنها بعيدة كل البعد عن أي شريحة لا تنتمي إليها وعبر عن استغرابه من اقناع حكومة حزب العدالة والتنمية الشعب التركي بالديمقراطية طوال السنوات الماضية وهي تمارس القمع بكل اشكاله.

من جهة أخرى انتقد كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري العنف الممارس على يد الشرطة موضحا أن الشعب لن ينخدع بالعمليات الاستفزازية والتحريض و لكن قيام رئيس الوزراء بالتحريض والاستفزاز يشكل مشكلة رئيسية.

وأكد كليتشدار أوغلو في كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه وقوف حزب الشعب الجمهوري إلى جانب الشباب في مقاومتهم المحقة وعدم تجاهلهم مؤكدا أن من كان يعتقد عدم وعي الشباب سياسيا أخطأ حيث أثبتوا إدراكهم لجميع المشاكل الموجودة في تركيا.

وطالب حكومة حزب العدالة والتنمية بالاصغاء إلى صوت الشعب وضرورة تعميق الديمقراطية في تركيا التي تمتلك ديمقراطية من الدرجة الثالثة والتي تعتبر خطوة ما قبل الديكتاتورية وقال إن الشعب التركي لا يستحق هذه المعاملة.

وانتقد كليتشدار اوغلو موقف أردوغان الذي يعتبر الشرطة والمحافظين ملكا له لذلك لا يمكن وصفه سوى بالديكتاتور وتساءل عن اللغة التي هدد اردوغان باستخدامها ضد المتظاهرين وعما اذا كان سيلجأ إلى ضربهم أو قتلهم وأكد أن الانظمة التي تقتل المطالبين بالديمقراطية تسمى بالديكتاتورية ومن يستلم الحكم فيها بالديكتاتور.

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي دانيال عبد الفتاح أن ما يقوم به أردوغان في تعامله مع المتظاهرين بمثابة تقسيم للمجتمع الامر الذي يمثل خطرا حقيقيا على تركيا برمتها.

وقال عبد الفتاح في حديث للتلفزيون العربي السوري الليلة إنه عندما دعا أردوغان أنصاره وموءيديه للنزول إلى الشارع ارتكب الخطأ الأكبر لأنه بهذه العملية كشف بشكل واضح وصريح أنه يريد تجزئة الشارع التركي.. وأضاف إن أردوغان وقع في خطأ تقسيم تركيا لأقليات عرقية وقومية بسبب عنجهيته.

وأوضح المحلل التركي أن المؤسسة العسكرية في تركيا كانت تسعى دائما إلى توحيد الشارع التركي ونبذ الطائفية والعرقية لكن ما نشهده منذ أسبوعين يوءكد عودة الطائفية والعرقية والتفرقة وفصل الشوارع ما يهدد الوحدة الوطنية التركية0

وقال عبد الفتاح إن أردوغان الآن يهاجم أنصار العلمانية والجمهورية والوحدة الوطنية الذين انتفضوا في الشوارع بعد أن قلب النظام الجمهوري العلماني في تركيا إلى نظام إخواني.. لافتا إلى أن أردوغان يعتمد على طائفة وطبقة معينة من المجتمع التركي متمثلة بسكان الريف.

20130612-003922.jpg

واعتبر عبد الفتاح أن “الانتفاضة التركية” أنهت تماما أي حظ من حظوظ أردوغان بالوصول إلى السلطة وقضت على أحلامه في هذا المجال.

وبين عبد الفتاح أن نواب حزب العدالة والتنمية لا يستطيعون أبدا التعبير عن أنفسهم في البرلمان أو في الحزب لأنهم يشعرون بأنهم مراقبون ويحسب عليهم كل نفس وخطوة لذلك نجدهم الآن يقفون على الحياد بانتظار ما ستؤول إليه المظاهرات.

وكانت المظاهرات قد اندلعت في تركيا بعد أن بدأت كاحتجاجات على مشروع هدم حديقة في اسطنبول واتسعت لتتحول إلى احتجاجات في أنقرة ومدن تركية أخرى ضد سياسة أردوغان القمعية واجهها الأمن التركي بالعنف وباستخدام خراطيم المياه والقنابل الغازية ما أدى إلى سقوط عدة قتلى والمئات من الجرحى وآلاف المعتقلين.

ويأتي تصاعد الاحتجاجات مع استمرار أردوغان في تعجرفه ورفضه تلبية المطالب الشعبية ومهاجمة المحتجين ووصفه إياهم “بالمخربين واللصوص” وتوعدهم بأنهم لن يربحوا في “المؤامرات التي يدبرونها ضد تركيا” حسب زعمه.

20130611-224229.jpg

20130611-224241.jpg

20130611-224506.jpg

20130611-224254.jpg

20130611-224813.jpg

20130611-224825.jpgسانا

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*