أخبار »

مجلس الأمن يوافق على إخراج العراق من تحت الفصل السابع.. المالكي يرحب بالقرار ويدعو المجتمع الدولى إلى وقفة جادة لمحاربة الإرهاب

نيويورك-بغداد- وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس على إخراج العراق من تحت الفصل السابع.

وذكر موقع (روسيا اليوم) إن المجلس قرر إنهاء التدابير المنصوص عليها في بعض فقرات القرارات الدولية 686 و687 التي تبناها المجلس عام 1991 إثر غزو العراق للكويت.

ودعا المجلس الحكومة العراقية إلى “مواصلة التعاون مع لجنة الصليب الأحمر الدولية لتقديم أي معلومات عن المفقودين والبحث عن رفات من مات منهم والوفاء بتعهداتها بتيسير إعادة جميع الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة إلى أوطانهم”.

كما طالب المجلس العراق “بضرورة مواصلة الجهود للبحث عن الممتلكات الكويتية المفقودة بما في ذلك المحفوظات الوطنية عن طريق لجنتها المشتركة بين الوزارات”.

المالكي يرحب بالقرار ويدعو المجتمع الدولى إلى وقفة جادة لمحاربة الإرهاب

في هذا السياق رحب رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي بقرار رفع مجلس الأمن العقوبات الدولية عن العراق ودعا المجتمع الدولي إلى وقفة جادة لمحاربة الارهاب ومكافحة التطرف والاستبداد وسلب حريات الشعوب وكراماتها لأن ذلك يمثل البذرة التى تنبت التطرف والارهاب وعدم الاستقرار .

وقال المالكي في كلمة بمناسبة خروج العراق من تحت الفصل السابع “إننا ندعو المجتمع الدولي إلى وقفة جادة لمحاربة الارهاب بكل أشكاله وأصنافه وعدم التمييز بين إرهاب وإرهاب وإلى مكافحة التطرف والاستبداد وسلب حريات الشعوب وكرامتها لأن ذلك يمثل البذرة التي تنبت التطرف والإرهاب وعدم الاستقرار مؤكدا أن” موقفنا الدستوري في عدم السماح بأن يكون العراق مقرا أو ممرا للإرهاب بجميع أشكاله”.

وأضاف المالكي “إن ما تحقق اليوم من إخراج العراق من طائلة القرارات الدولية تحت احكام الفصل السابع أزاح آخر عقبة أمام العراق لممارسة دوره الخارجي على الصعيدين الاقليمي والدولي كدولة كاملة الأهلية في المجتمع الدولي ولكن ما بقي أمامنا على صعيد الداخل ليس بالأمر الهين إنه عمل شاق وطويل” مشيرا إلى أن اصلاح الاوضاع الداخلية وتوحيد الكلمة وجعل وحدة العراق ومصلحة الوطن فوق مصالح الطائفة والقومية والحزب واعتبار خدمة المواطن وتوفير الحياة الحرة الكريمة له هي الهدف الرئيسي لكل السياسيين وتوفير الامن والاستقرار الذي لا يمكن القيام بأي عمل بدونهما.

واعتبر المالكي أن “خطوة خروج العراق من العقوبات الدولية تحت طائلة أحكام الفصل السابع جاءت مكملة لما تحقق في مرحلة سابقة من اعتماد العراق على نفسه وقواته المسلحة والاستغناء عن القوات الأجنبية في تحمل أعباء المسؤولية الأمنية ومغادرة آخر جندي من هذه القوات في نهاية عام 2011″ وقال “ما كانت هذه الانجازات الكبرى لتتحقق لولا الدعم الذي حظيت به الحكومة والمفاوض العراقي من الشعب الذي آزرنا رغم موجات الدعاية المضادة ومحاولات التشويش التي بذلت لحرمان العراقيين من تلمس هذه الانجازات الكبيرة التي سيذكرها التاريخ لجميع العراقيين بفخر واعتزاز”.

وأوضح المالكي أنه يوم جديد بزغت شمسه لتزيل عن وجه العراق والعراقيين تعب السنين و تنفض عنه غبار الذكريات الاليمة التي ارتبطت بالعقوبات الدولية والحصار وفقدان السيادة ولتفتح أمامه افاقا واسعة وآمالا رحبة في غد أفضل وقال ” وها هي القيود تتكسر والقرارات الدولية المكبلة تصبح من الماضي وتذهب إلى الأبد ليستعيد العراق و شعبه موقعه الانساني والحضاري المتميز وعلاقاته الطبيعية مع دول العالم”.

ووجه المالكي نداء إلى “جميع دول المنطقة والعالم بأن العراق يمد يد الصداقة لكل هذه الدول ويؤكد مرة أخرى أن علاقات الصداقة المبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية هي السبيل لاشاعة الامن الاستقرار والرخاء في منطقتنا والعالم” مؤكدا رؤية العراق” بأن العلاقات الطيبة بين الدول لا تستدعي التطابق التام في وجهات النظر او انتهاج نفس السياسات الداخلية أو الخارجية”.

وقال المالكي “إن حالة الاستقطاب الطائفي والتوتر السياسي الهائل الذي يتشكل في المنطقة لا يمكن الخروج منه بمزيد من التصعيد وتحريض بعضنا ضد البعض الآخر وانهيار دولة المواطنة وموءسساتها لصالح منطق الطوائف والمكونات لأن ذلك سيضعنا في دائرة الفوضى وعدم الاستقرار وفي حالة من انعدام الوزن لا يعلم أحد نهايتها ولن ينجو أحد من آثارها المدمرة”.

وأضاف المالكي “لازلت اعتقد أن الوقت لن ينفد تماماً بعد لتدارك الأوضاع قبل فوات الأوان والاستجابة لنداء العقل والخضوع لمنطق الحوار والتفاهم بين دول المنطقة بدل التدخل والعنف وقعقعة السلاح”. وقال المالكي “إن العراق الذي نريده ونسعى إليه هو العراق الموحد المتماسك والمتصالح في داخله والايجابي والبناء في علاقاته الخارجية ومن هنا حرصنا على عدم الانخراط في المحاور السياسية المتصارعة في منطقتنا وسنبقى نرفض ذلك مهما بلغت الضغوط لأننا نجد في هذا النهج السبيل الوحيد لتحقيق مصالحنا الوطنية ومصالح شعوب المنطقة وبناء على ذلك فاننا نضع كل امكاناتنا من اجل تدعيم الاعتدال في المنطقة وتشجيع الجميع دولا و قوى سياسية على انتهاج هذا الخط بدل التطرف والعنف والارهاب”.

وأشار المالكي إلى أن التجارب المرة التي عاناها الشعب العراقي نتيجة سياسات المحاور والتدخلات رسخت هذه القناعة اكثر فاكثر وقال “أطمئن الجميع ان العراق طالما التزم بدستوره و نظامه الديمقراطي لا يمكن ان ينخرط مرة اخرى في سياسات المحاور والاستقطابات التي اخذته واخذت المنطقة معه إلى متاهات بعيدة”.

وأكد المالكي عزم الحكومة العراقية في تحقيق طموحات وتطلعات العراقيين في البناء والاعمار مهيبا بالقوى الوطنية والشركاء في العملية السياسية الى استثمار هذه الفرصة للعمل على تعزيز الوحدة الوطنية و دعم القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية في تنفيذ مهمتها.

أكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*