Cubadebate (العربية)

م يصرّح بذلك في كنيسة رؤوفة. على غرار ما فعل في ويست بوينت، حيث أطلق عبارته الشهيرة عمّا يجب أن تتوقعه عشرات الأركان المظلمة في العالم، تحدث هذا الرجل في أكاديمي

الى الأحداث بوتيرة لا تصدَّق. في بعض الأحيان يقع العديد منها على نحو متزامن. يشعر المرء بالرغبة، بل والحاجة، للتعليق على أحدها نظراً للأهمية التي يكتنزها ولقيمته كنموذج. إنني لا أتكلم اليوم عما حدث في جنيف، والذي اعتُبره نصراً ثورياً جديراً للعالم الثالث. إنما سأتكلم عن رد كوبا على استنتاجات مجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، والذي نُشر يوم الجمعة الماضي، الموافق الثاني والعشرين من حزيران/يونيو، على الصفحة الأولى من جريدة “غرانما”.

لماذا قلتُ يوماً في أحد التأملات بأن بوش قد سمح أو أمر بقتلي؟

إذا ما كانت التأملات مقتضبة، فإن أنفع ما فيها هو تمكُّن المائة واثنتي عشر وسيلة صحفية أجنبية المعتمدة في بلدنا التي تتلقاها مسبقاً من نشر أجزاء هامة من نصها؛ وإذا ما كانت مطوّلة فإنها تسمح لي التعمُّق قدر ما أشاء في مفاهيم محددة أرى بأنها هامة لكي يتوفر لشعبنا، وهو العامل الرئيس أمام أي عدوان، ولبلدان أخرى تعيش ظروفاً مشابهة، عناصر لإصدار حكمها في رؤية لأشياء. وتشكل هذه المعضلة بالنسبة لي أمراً محيّراً أشبه ما يكون

فيلما توفيت. كون هذا النبأ متوقعا لم يحل دون شعوري بقسوته. بدافع احترامي لوضعها الصحي الحرج لم أذكر اسمها أبداً في تأملاتي.

آمل ألا يقول أحد بأنني أتهجم على بوش مجاناً. ولا شك بأنكم ستتفهّمون الأسباب التي تدفعني لانتقاد سياسته بشدّة.

الحقيقة أن المكان الوحيد الذي مُنح فيه الودّ لبوش هو ألبانيا، لدرجة أنه بدا له بارداً الاستقبال الذي وجده في بلغاريا، حيث كان عدة آلاف من الأشخاص بانتظاره رافعين رايات الولايات المتحدة.

صبحنا على علم بأن زيارة بوش الطريفة هذه لعاصمة ألبانيا قد تمت. ودعا هناك لاستقلال كوسوفو بدون تكتم وبدون أي احترام لمصالح صربيا وروسيا وعدة بلدان أوروبية، والتي لديها تحسس تجاه مصير هذا الإقليم الذي شكّل آخر مسرح لحرب الناتو. لقد أملى على صربيا تلقي مساعدة اقتصادية إذا ما دعمت استقلال كوسوفو، حيث تولدت ثقافة ذلك البلد. إما تقبليها وإما تدَعيها!

لا تعجبني فكرة الظهور بمظهر الشخص الانتقامي والتواق لمضايقة الخصم. كنت قد عاهدت نفسي بالتروّي لرؤية الكيفية التي تسير عليها التناقضات بين بوش وحلفائه الأوروبيين فيما يتعلق بالموضوع الحيوي المتصل بالتغير المناخي. ولكن جورج دبليو بوش تجاوز الحد حين أدلى بتصريح وصلَنا عبر وكالة الأنباء “أ.ب” يوم الجمعة الماضي. لقد أكد رئيس الولايات المتحدة بأنه سيصل إلى الفاتيكان “بعقل مفتوح وبرغبة كبيرة بالإصغاء للبابا”، وأكد أنه “يشاطره قيم احترام الحياة وكرامة الإنسان والحرية”.

لغير المطلعين –وأنا أولهم-، مجموعة الثمانية تعني مجموعة البلدان الأكثر تقدماً، بما فيها روسيا. اجتماعها المنتظَر، الذي يبدأ أعماله بعد ستة أيام، يبعث آمالاً كبيرة نظراً للأزمة السياسية والاقتصادية العميقة التي تهدد العالم.